ثلاثية مصر في كأس أمم أفريقيا: عصر الهيمنة
ديلي سبورت عربي-وكالات
ثلاثية مصر في كأس أمم أفريقيا لم تكن مجرد ألقاب متتالية، بل لحظة مفصلية في تاريخ الكرة الأفريقية. بين 2006 و2010، بنى المنتخب المصري مشروعًا متكاملًا قاده حسن شحاتة، وحوّل الإخفاق في بلوغ كأس العالم إلى وقود لهيمنة غير مسبوقة، تُوّجت بثلاث بطولات متتالية وسبعة ألقاب في المجمل.
كيف وُلدت ثلاثية مصر في كأس أمم أفريقيا؟
لم تبدأ القصة من منصة التتويج، بل من الإحباط. فشل التأهل إلى مونديال 2006 أطاح بالإيطالي ماركو تارديلي، وفتح الباب أمام حسن شحاتة، الذي أعاد بناء المنتخب على أسس الانضباط، الثقة، واللعب الجماعي.
شحاتة لم يقد فريق نجوم فقط، بل صنع منظومة تعرف كيف تفوز، حتى عندما تغيب الأسماء اللامعة.
نسخة 2006: البطولة التي غيّرت كل شيء
استضافة مصر للبطولة شكّلت ضغطًا هائلًا، لكن المنتخب حوّله إلى دافع. بعد مشوار قوي، اصطدم الفراعنة بكوت ديفوار في النهائي، في مباراة مغلقة حسمتها ركلات الترجيح.
لحظة عصام الحضري
تصدي الحضري لركلتي ديدييه دروغبا وبكاري كونيه لم يمنح مصر اللقب فقط، بل أرسى صورة المنتخب الذي لا يُهزم ذهنيًا. كان ذلك اللقب الخامس تاريخيًا، والأول في سلسلة الثلاثية.
نسخة 2008: تأكيد الهيمنة لا الدفاع عن اللقب
في غانا، دخلت مصر البطولة بلا ضجيج، لكنها سرعان ما فرضت إيقاعها. اكتساح الكاميرون في الافتتاح 4-2 كان رسالة مبكرة، قبل أن تُقصي أنغولا، ثم تسحق كوت ديفوار 4-1 في نصف النهائي.
أمام الكاميرون مجددًا، سجّل محمد أبو تريكة هدف الفوز، ليمنح مصر لقبها السادس، ويؤكد أن نسخة 2006 لم تكن استثناءً.
نسخة 2010: ثلاثية مصر في كأس أمم أفريقيا تتحقق
قبل أنغولا 2010، لم تكن التوقعات في صالح مصر. غيابات مؤثرة، معنويات مهزوزة، وانتقادات حادة. لكن شحاتة ولاعبيه قدّموا النسخة الأكثر نضجًا من المشروع.
أرقام تتحدث عن نفسها
-
6 انتصارات متتالية
-
19 مباراة بلا خسارة أفريقيًا
-
أول فوز على نيجيريا منذ 1977
-
إقصاء الجزائر برباعية نظيفة
-
التفوق على الكاميرون بعد التمديد
هدف محمد ناجي “جدو” في النهائي أمام غانا لم يكن مجرد لحظة حسم، بل تتويجًا لمسار كامل.
حسن شحاتة: المدرب الذي سبق عصره
فلسفة الفوز قبل الأسماء
أصبح شحاتة أول مدرب في العالم يحقق ثلاثة ألقاب قارية متتالية. فلسفته لم تعتمد على الفرد، بل على المجموعة، والالتزام، والقدرة على إدارة البطولات القصيرة بذكاء تكتيكي ونفسي.
أبطال الظل: أحمد حسن والحضري
-
أحمد حسن: 4 ألقاب قارية، قائد داخل الملعب وخارجه
-
عصام الحضري: حاضر في كل لحظة حاسمة، وأفضل حارس في أكثر من نسخة
اقرأ أيضًا: مصر 2-0 موريتانيا |ثنائية تريزيجية وصلاح تكتب الانتصار للفراعنة

هذان الاسمان جسّدا استمرارية المشروع وثقافة الانتصار.
لماذا تُعد ثلاثية مصر في كأس أمم أفريقيا إنجازًا فريدًا؟
لأنها لم تعتمد على جيل واحد فقط، ولا على ظروف استثنائية. كانت ثمرة:
-
إدارة فنية مستقرة
-
هوية تكتيكية واضحة
-
عقلية بطولات
-
قدرة على الفوز تحت الضغط
ثلاثية مصر في كأس أمم أفريقيا ليست مجرد ذكرى ذهبية، بل معيار يُقاس عليه أي مشروع كروي في القارة. ما بين 2006 و2010، لم تكن مصر الأفضل فقط… بل كانت النموذج.



