تتويج المغرب بكأس العالم للشباب يوحّد الأجيال
ديلي سبورت عربي-وكالات
لم يكن تتويج المغرب بكأس العالم للشباب مجرد إنجاز رياضي يُسجَّل في أرشيف الفيفا، بل لحظة إنسانية ورمزية أعادت تشكيل صورة الكرة العربية على الساحة العالمية.
لم يُرفع الكأس فقط فوق العشب الأخضر، بل في قلوب جيلين التقيا لأول مرة على حلم مشترك: أن ترى كرة القدم العربية واقفة على منصة التتويج بثقة وجدارة.
المغرب يُتوّج… وتولد معه لحظة عربية لا تُنسى
في المدرجات، لم تكن الهتافات مجرد تشجيع، بل كانت نداءً عابرًا للحدود. مئات من المغاربة تقاطروا من باريس، الدوحة، مونتريال، والدار البيضاء ليكونوا جزءًا من هذه الصفحة الاستثنائية، في حين عاشت المدن المغربية لحظة نادرة من الوحدة والفرح، من طنجة إلى العيون، حتى ساعات الفجر.
لحظة تكمل ما بدأته السعودية قبل 36 عامًا
عندما فاز منتخب السعودية للناشئين بكأس العالم عام 1989، بدا الإنجاز حينها كاستثناء جميل في زمن لم يكن يتقبل فكرة “البطل العربي” على المسرح الدولي.
واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود، جاء المغرب ليواصل هذا الخيط، ليس فقط بنفس اللغة، بل بإيقاع مختلف يليق بتغير الزمن ونضج المشروع العربي.
الرسالة التي حملها هذا التتويج لم تكن موجهة للعالم الخارجي فقط، بل أولًا للعالم العربي:
الحلم لم يعد بعيدًا.
من أكاديمية محمد السادس إلى وعي عربي جديد
النجاح المغربي لم يكن وليد صدفة. بل هو ثمرة استثمار طويل المدى بدأ مع إطلاق أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي لم تُبنَ لتكون منشأة فقط، بل حاضنة لصناعة الأبطال.
هذا الجيل الذي لعب في سانتياغو، نشأ في بيئة احترافية تعلّمت احترام التفاصيل، والعمل بصمت، والإيمان بأن الموهبة وحدها لا تكفي.
اقرأ أيضًا: أشرف حكيمي يحتفل بتتويج منتخب المغرب للشباب: “المستقبل لنا”




لكن ما يتجاوز حدود البطولة هو ما زرعته من تغيير في الوعي.
بدأت كرة القدم العربية تؤمن أنها ليست على الهامش. وأن الكأس لم تعد حلمًا مستحيلًا.
تتويج المغرب ليس خط النهاية… بل بدايته
ما حدث في سانتياغو قد يتحوّل إلى نقطة مرجعية، ليس لأن المغرب فاز فحسب، بل لأنه أثبت أن الفوز ممكن حين يُستثمر في الإنسان، وتُبنى البنية التحتية، ويُمنح اللاعب العربي الإيمان والفرصة.
اليوم، الكأس في الرباط.
وغدًا؟ قد تكون في القاهرة، أو الرياض، أو الجزائر، أو بغداد.
فالقضية لم تعد مرتبطة بالإمكانات فقط، بل بإرادة جماعية تقول: نحن نستحق.




