ألمانياالرئيسية

بايرن ميونخ يُلغي تدريب جيروم بواتينغ بعد احتجاجات جماهيرية

ديلي سبورت عربي – ألمانيا

لم تمضِ ساعات على إعلان نادي بايرن ميونخ عن عودة مدافعه السابق جيروم بواتينغ إلى مقره التدريبي، حتى اشتعلت المدرجات غضبًا.
جماهير النادي البافاري لم ترَ في عودة اللاعب الدولي السابق “تجربة مهنية” فحسب، بل إعادة فتح لملفٍ قضائي مؤلم، يربط اسمه بقضايا العنف الأسري وإدانة قضائية سابقة.

احتجاجات الجماهير تُجبر بايرن ميونخ على التراجع

خلال مواجهة بايرن أمام بوروسيا دورتموند (2-1)، رفعت الجماهير لافتات صريحة:

“من يمنح الجاني مساحة، يشارك في ذنبه. بواتينغ، ارحل عن هنا.”

كانت الرسالة واضحة ومباشرة، أجبرت الإدارة على إعادة النظر في القرار، لتنتهي القصة سريعًا بإعلان إلغاء تدريب بواتينغ ضمن الجهاز الفني، رغم أن التجربة كانت مجرد “فترة مراقبة” تحت إشراف المدرب فينسنت كومباني.

بيان جيروم بواتينغ: انسحاب طوعي أم انسحاب اضطراري؟

عقب الجدل، أعلن بواتينغ انسحابه عبر حسابه في إنستغرام، مؤكدًا أنه لا يريد تشتيت تركيز الفريق، وكتب:

“تركيزي الآن منصب على مشاريعي الخاصة. أشكر إدارة بايرن وكومباني على الثقة، وأتمنى للفريق التوفيق في مواصلة سلسلة الانتصارات.”

لكن مصادر داخلية في النادي أشارت إلى أن القرار جاء بضغط جماهيري مباشر، بعد حملة واسعة على مواقع التواصل، رافقها وسم بعنوان:

“ارسموا حدودًا ضد العنف – لا لبواتينغ في بايرن.”

اقرأ أيضاً: ليفربول بلا حلول أمام الكرات الطويلة بعد الخسارة من برينتفورد

بايرن ميونخ

خلفية القضية القانونية: من الملاعب إلى المحاكم

قصة بواتينغ القانونية تعود إلى عام 2018 حين اتُّهم بالاعتداء على والدة طفلتَيه التوأم خلال عطلة في الكاريبي.
وفي سبتمبر 2021، أدانته محكمة ميونخ بتهمة إيذاء بدني متعمد، وفرضت عليه غرامة قدرها 1.5 مليون جنيه إسترليني.
لاحقًا، خُفّفت العقوبة إلى 168 ألف جنيه إسترليني مع وقف التنفيذ، قبل أن تُلغى لاحقًا بسبب “أخطاء إجرائية جسيمة”.

لكن الضرر العام كان قد حدث بالفعل.
الإعلام الألماني، وعلى رأسه دير شبيغل، نشر تفاصيل صادمة عن القضية، فيما ظل اللاعب ينفي جميع التهم الموجهة إليه.

إدارة بايرن بين “حق العودة” وواجب القيم

في تصريحٍ أثار مزيدًا من الجدل، قال الرئيس التنفيذي للنادي يان-كريستيان دريسن:

“كل إنسان يستحق فرصة ثانية. ما حدث ليس عقدًا رسميًا، بل تجربة مهنية بسيطة.”

إلا أن المشجعين رأوا في هذه العودة تجاوزًا لخطوط القيم التي يفاخر بها بايرن ميونخ تاريخيًا.
فالنادي الذي يرفع شعارات الانضباط والاحترام وجد نفسه في مواجهة أخلاقية حقيقية بين التسامح الفردي والمسؤولية المؤسسية.

تداعيات القرار على النادي وإرث اللاعب

انسحاب بواتينغ لا يُعتبر خسارة فنية لبايرن بقدر ما هو انتصار رمزي للجماهير.
لقد أراد النادي أن يمنح لاعبه السابق “مسارًا تأهيليًا”، لكن الغضب الشعبي ذكّره بأن الرياضة لا تنفصل عن القيم.

أما بواتينغ، فسيواصل مسيرته خارج المستطيل الأخضر عبر:

  • متابعة دراسته لنيل رخصة التدريب الأوروبية (UEFA A Licence).

  • توسيع مشروعه التجاري RYZR في مجال التأهيل الرياضي والنوم.

  • العمل على منصة Arena2 للرياضة والترفيه.

ورغم تاريخه الذهبي — كأس العالم 2014، 9 ألقاب في البوندسليغا، ولقبان في دوري الأبطال —
إلا أن اسمه سيظل مرتبطًا بجدلٍ أخلاقيٍ طويل يطغى على إرثه الكروي.

بين المجد والمرآة الأخلاقية

أثبتت أزمة بواتينغ أن بايرن ميونخ ليس فقط نادياً يبحث عن الألقاب،
بل مؤسسة تُدرك أن السمعة الأخلاقية لا تُشترى بالبطولات.
وفي زمنٍ تتقاطع فيه كرة القدم مع قضايا المجتمع،
أصبح صوت المدرجات أقوى من أي عقدٍ أو لقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى