
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
في عالم كرة القدم الإنجليزية المليء بالصخب والضغوطات المالية، يبرز نادي برينتفورد كواحد من أكثر الأندية في الدوري الإنجليزي ثباتًا وذكاءً في التخطيط خلال السنوات الأخيرة.
من خلال إدارة تعتمد على التحليل الدقيق، وثقافة كروية متزنة، حافظ برينتفورد على مكانته في الدوري الإنجليزي الممتاز وسط تنافس شرس وموازنات ضخمة.
الجذور العريقة: من نهر التايمز إلى الكرة الاحترافية في الدوري الإنجليزي
تأسس النادي عام 1889 من قبل أعضاء في نادي تجديف، واختار كرة القدم كوسيلة لاستخدام المرافق الرياضية الجديدة في المدينة.
لعب الفريق أولى مبارياته الرسمية في نوفمبر من العام ذاته، وسرعان ما أصبح جزءًا من المشهد الكروي اللندني.
لقبه الشهير “الـ Bees” جاء بمحض صدفة عندما هتف طلاب من كلية بوروه رود عبارة “Buck up Bs!” ليُساء فهمها على أنها “Buck up Bees”،
وهي العبارة التي التصقت بالنادي منذ ذلك الحين.
من جريفين بارك إلى ملعب Gtech: تطور البنية التحتية
لم يكن الانتقال من ملعب غريفين بارك التاريخي إلى ملعب Gtech المجتمعي في عام 2020 مجرد نقلة جغرافية، بل تجسيدًا لتحوّل مؤسسي.
استثمار ذكي في ملعب حديث بسعة أكثر من 17 ألف متفرج، وفّر بيئة مثالية للفريق والجماهير،
ووضع النادي على أرض صلبة لمنافسة مستدامة في أعلى مستويات كرة القدم.
إدارة مختلفة… وأفكار تسبق وقتها
ما يميز برينتفورد عن غيره من الفرق المتوسطة في البريميرليغ هو النهج التحليلي الذي تبنّته الإدارة بقيادة المستثمر ماثيو بينهام.
باستخدام نماذج رياضية وتحليل بيانات دقيقة، استطاع النادي تحديد لاعبين مغمورين وتحويلهم إلى نجوم، وبيعهم بأرقام قياسية.
هذا التوازن بين الاكتشاف والتطوير والبيع منح النادي استقرارًا ماليًا لا تتمتع به أغلب أندية الفئة المتوسطة.
اقرأ أيضاً: الدوري الإسباني 2025/2026.. رايو فايكانو 2025: عودةٌ بثوب المقاومة إلى الليغا

هوية كروية واضحة
برينتفورد ليس فقط فريقًا منظمًا ماليًا، بل أيضًا منضبط تكتيكيًا. تحت قيادة المدرب السابق توماس فرانك، قدّم الفريق كرة قدم هجومية مرنة،
قائمة على التحولات السريعة والضغط الذكي، مما مكنه من تحقيق نتائج مميزة ضد فرق القمة، دون أن يفرّط بثقته أو يغيّر أسلوبه.
اللاعب إيفان توني كان أحد رموز هذا التحوّل، حيث تألق بشكل لافت وسجل أهدافًا حاسمة، قبل أن يواصل النادي تطوير مواهب جديدة بنفس الرؤية.
انتقال تدريبي محسوب: عهد كيث أندروز
في صيف 2025، وبعد أربع مواسم ناجحة في البريميرليغ، غادر توماس فرانك ليتولى تدريب توتنهام، وتم تعيين كيث أندروز مدربًا للفريق.
التحدي أمام أندروز ليس فقط الحفاظ على المستوى، بل تطوير منظومة اللعب وتعزيزها بتكتيكات جديدة دون المساس بثقافة النادي وأسلوبه الخاص.
عناوين قد تهمك:
-
الدوري الإسباني 2025/2026.. ريال أوفييدو: عودة تاريخية بعد غياب دام 24 عامًا
-
الدوري الإنجليزي 2025/2026.. بيرنلي.. من أول مؤسسي الكرة الإنجليزية إلى صعود ملحمي جديد في 2025

موسم 2025–2026: استمرارية النضج
مع انطلاق موسم 2025–2026، يدخل برينتفورد البطولة بثقة مستحقة كمنافس محترم، بعد سنوات من الأداء المتوازن.
الفريق لم يعد بحاجة لإثبات ذاته، بل يسعى لتعزيز موقعه داخل الجزء العلوي من جدول الترتيب،
وربما المنافسة على مركز مؤهل إلى البطولات الأوروبية، كما فعل في موسم 2024–2025 بإنهائه في المركز الثامن.
جمهور وفيّ وثقافة نادي فريدة
ما يميز برينتفورد أيضًا هو الارتباط العميق بجماهيره. لا يُنظر للنادي على أنه كيان تجاري فحسب، بل كجزء من النسيج الاجتماعي لمجتمعه، وهذا ما عزز حضوره المحلي رغم منافسة الكبار في لندن.
نادي برينتفورد ليس ظاهرة مؤقتة في البريميرليغ، بل حالة فريدة من الاستقرار المدروس والتطوّر التدريجي القائم على تحليل البيانات والانضباط الإداري.
في زمن تُحسم فيه الأمور بمئات الملايين، يُثبت هذا النادي أن المنهجية والرؤية قادرتان على صنع الفارق.




