إسبانياالرئيسيةبروفايل

الدوري الإسباني 2025/2026.. ديبورتيفو ألافيس: من شوارع فيتوريا إلى نهائي أوروبا

ديلي سبورت عربي – إسبانيا

عند الحديث عن نادي ديبورتيفو ألافيس، فإننا لا نروي فقط سيرة نادٍ في الدوري الإسباني، بل نحكي قصة كفاح، انبعاثات متكررة من تحت الرماد، وصعود نادر إلى منصات الشرف في القارة الأوروبية. منذ بداياته المتواضعة في عشرينيات القرن الماضي، وحتى اللحظة الراهنة في 2025، بقي ألافيس رمزًا للمثابرة الباسكية، وفريقًا لا يملُّ من الحلم رغم العقبات.

النشأة والانطلاقة الأولى في الدوري الإسباني (1920–1954)

تأسس النادي في عام 1920 تحت اسم “Sport Friends”، لكنه سرعان ما غيّر اسمه إلى “Deportivo Alavés” في 23 يناير 1921، وهو التاريخ المعتمد رسميًا كبداية للنادي.

وقد أصبح ألافيس أول فريق يصعد من دوري الدرجة الثانية إلى الدوري الإسباني الأول “لا ليغا” في موسم 1929–30،

حيث استمرت هذه التجربة ثلاث سنوات فقط، حقق خلالها الفريق مركزًا ثامنًا في موسمه الأول بين 10 فرق.

لكن الفشل في ترسيخ مكانته ضمن النخبة أدّى إلى سلسلة من الهبوطات، حيث لم يتمكّن النادي من البقاء طويلًا في دوري الدرجة الأولى،

بل عاش حالة من التذبذب حتى صعود جديد في موسم 1953–54، لكنه لم يدم سوى موسمين.

السبعينيات والثمانينيات: بين الإحياء والاختفاء

في السبعينيات، تنفس ألافيس بعض الأمل بفضل المدرب “رومان غالاراغا” الذي أعاده إلى الدرجة الثانية موسم 1973–74،

لكن الاستقرار ظلّ بعيد المنال. بحلول 1983، نزل الفريق إلى دوري الدرجة الثالثة، ومع انتهاء الثمانينيات كان ألافيس قد بلغ

الحضيض، يلعب في الدرجة الرابعة ويواجه خطر الزوال بسبب المشاكل المالية وسوء الإدارة.

لكن إرادة البقاء لم تخنه. بعد تحقيق المركز الأول في مجموعته مرتين متتاليتين في دوري الدرجة الثالثة،

نجح أخيرًا في الصعود إلى الدرجة الثانية موسم 1994–95. هنا بدأت فترة انتعاش حقيقية.

اقرأ أيضاً: الدوري الإنجليزي 2025/2026.. وولفرهامبتون: الذئاب التي صنعت المجد واستعادت الحضور

 

الدوري الإسباني
نادي ديبورتيفو ألافيش في عام 1915

صعود المجد الأوروبي (1997–2001)

بلغ الفريق ذروته في التسعينيات حين تُوّج ببطولة الدرجة الثانية في موسم 1997–98 ليعود إلى الدرجة الأولى بعد غياب دام 42 عامًا.

وبدلاً من أن يكون مجرد ضيف عابر، ثبت ألافيس أقدامه في الليغا، وحقق معجزة كروية عام 1999–2000 حين فاز على برشلونة مرتين،

واحتل المركز السادس في الموسم التالي – وهو أعلى مركز في تاريخه – ما أهله لأول مشاركة أوروبية.

وكانت المشاركة الأوروبية تلك أسطورية بكل المقاييس. فالفريق الذي لم يكن يمتلك نجوماً معروفين، أطاح بعمالقة أمثال إنتر

ميلان، رايو فايكانو، وكايزرسلاوترن الألماني، قبل أن يصل إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي موسم 2000–01 أمام ليفربول

الإنكليزي.

في واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ النهائيات الأوروبية، خسر ألافيس 5–4 بهدف ذهبي عكسي في الأشواط الإضافية.

ورغم الخسارة، خلد اسمه في سجل كرة القدم الأوروبية.

السقوط المدوي والحقبة السوداء (2003–2013)

بعد هذه الحقبة الذهبية، تراجع الفريق تدريجيًا. فبعد أن تأهل مجددًا إلى كأس الاتحاد الأوروبي عام 2002، خرج مبكرًا على يد بشكتاش التركي.

وفي موسم 2002–03، هبط الفريق من جديد إلى الدرجة الثانية، ما مهّد لدخول فترة من الفوضى.

في عام 2004، استحوذ رجل الأعمال الأوكراني الأمريكي ديميتري بيترمان على النادي، وبدأت أزمة إدارية شرسة.

شهد النادي آنذاك صدامات مع المدربين واللاعبين والجمهور، أدّت إلى هبوط جديد عام 2006 بعد موسم مليء بالتغييرات الفنية وعدم الاستقرار.

غادر بيترمان عام 2007، وترك النادي غارقًا في الديون والأزمات، ليهبط الفريق إلى دوري الدرجة الثالثة عام 2009.

عناوين قد تهمك:

ديبورتيفو ألافيش
تشكيلة ديبورتيفو ألافيش في عام 2001

العودة إلى الواجهة (2013–2016)

في عام 2013، وبعد أربع سنوات صعبة في الدرجة الثالثة، اشترى رجل الأعمال الباسكي “خوسيه أنطونيو كيريخيتا” النادي،

وبدأ مشروعًا لإعادة بناء ألافيس على أسس إدارية ومالية مستقرة. نجح الفريق في العودة إلى الدرجة الثانية، وفي موسم

2015–16 تُوّج ببطولتها ليعود إلى دوري الدرجة الأولى.

الانتصار في الكامب نو والوصول إلى نهائي الكأس (2016–2017)

موسم العودة 2016–17 كان مذهلًا. في 10 سبتمبر 2016، فاز ألافيس على برشلونة حامل اللقب بنتيجة 2–1 في معقلهم كامب نو،

وهو انتصار سيبقى في ذاكرة الجماهير. لم يكن ذلك حدثًا معزولًا، بل استكمله الفريق بالوصول إلى نهائي كأس الملك للمرة

الأولى في تاريخه بعد التغلب على سيلتا فيغو في نصف النهائي.

ورغم أن برشلونة انتصر عليه في النهائي 3–1، إلا أن ألافيس أنهى الموسم في المركز التاسع في الليغا، محققًا أفضل أداء له محليًا منذ بداية الألفية.

عقد من التذبذب والبقاء في الضوء (2018–2025)

دخل النادي عقدًا من التذبذب بين البقاء في الليغا والهبوط. وفي موسم 2021–22، هبط الفريق إلى الدرجة الثانية بعد خسارة حاسمة أمام ليفانتي. ومع ذلك، أظهر عزيمة بالغة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى