
ديلي سبورت عربي – إسبانيا
منذ تأسيسه عام 1903، مرّ أتلتيكو مدريد برحلة طويلة من كونه فرعًا لشقيقٍ باسكي إلى أن أصبح أحد الأعمدة الثلاثة في الدوري الإسباني، بل وأحد أكثر الأندية احترامًا في أوروبا. تميزت مسيرته بثقافة القتال، الانضباط التكتيكي، ونقاء الهوية الشعبية، وسط التحدي الاقتصادي والهيمنة العصرية. هذه قصة روخيبلانكوس… قصة تأسيس، نضال، وطموح مستمر حتى عام 2025.
التأسيس والجذور الباسكية في الدوري الإسباني (1903–1910)
أسس النادي في 26 أبريل 1903 مجموعة من الطلاب الباسكيين المقيمين في مدريد، ووصفوه آنذاك كفرع شباب لنادي
أتلتيك بلباو. بدأ الفريق بلون أزرق وأبيض، ثم اعتمد القميص الأحمر والأبيض في 1910 مستوحياً من قمصان Southampton –
وربما لأن هذه الأقمشة كانت أرخص تحويلًا من أقمشة الفرشّات في ذلك الوقت
كون أول فروع الشباب كان أيضًا بداية تميز ثقافي يمزج بين التقاليد الباسكية والطموح المدني كفريق العاصمة الإسبانية.
الهوية والارتباط بالمجتمع (1910–1930)
حتى عام 1939، واجه النادي تحديات سياسية وتنظيمية، لكنه حافظ على دوره الاجتماعي والثقافي داخل مدريد.
وخلال ذلك الزمن، استمر في تأكيد وجوده في الدوري الممتاز منذ بدايته في 1929، رغم ضغوط الاتحاد المحلي والبنية
التحتية المحدودة
المدرجات الجماهيرية مثل El Derbi Madrileño مع ريال مدريد سُرعان ما أصبحت رمزًا لصراع الهوية بين الحي الشعبي والطبقة المالكة.
أول ألقاب تحررية ومحطات ما بعد الحرب (1940–1970)
بعد اندماج مع Aviación Nacional عقب الحرب الأهلية، نجح الفريق في الفوز بدوري الليغا عامي 1940 و41، ليس فقط
كإنجاز كروي، بل كرسالة استعادة وجود ضمن مؤسسات مدريد والوطن
لاحقًا، حقق النادي أول كأس ملك إسبانيا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، لكن ظل بعيدًا عن ثقل المنافسة الحقيقية.
العصر الذهبي الأول: الثلاثية الأوروبية (1970–1996)
خلال الفترة من 1970 إلى 1996، خاض Atleti أدوارًا أوروبية عظيمة، بدأها بوصوله إلى نهائي دوري الأبطال 1974، ثم توّج
بلقب تاريخي بكأس الكؤوس الأوروبية عام 1962، وكأس إنتركонтيننتال 1974 رغم مواجهة ريال مدريد.
الحظ تأخر نوعًا ما بانتظار عام 1996، حين حصد الليغا والكأس معًا بقيادة Miguel Ángel Gil Marin ومدرب José Antonio
Camacho، قبل أن يعود للنهائيات الأوروبية في أعوام 2014 و2016 لكن بدون تتويج فريقهم بادوار النهائي
اقرأ أيضاً: الدوري الإسباني 2025/2026.. ريال سوسيداد: من فنجان متواضع إلى قمة أنيقة في كرة القدم الإسبانية

عهد سيميوني: رمز المقاومة والصمود (2011–2025)
في ديسمبر 2011، عُيّن الأرجنتيني دييغو سيميوني مدربًا للنادي، فبدأ بناء فريق يعتمد على القوة البدنية، التنظيم
الدفاعي، والهجمات المرتدة. في موسم 2011–12 توّج الفريق بكأس الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى تحت قيادته، ثم فاز بكأس
السوبر الأوروبية عام 2012 وكأس الملك عام 2013، بالإضافة إلى لقب الليغا في 2013–14 و2020–21
سيميوني تمديد عقده حتى 2027 يؤكد الثقة بقدرته على مواصلة المشروع، رغم الضغوط وتراجع النتائج المؤخر،
ما أثار نقاشات حول مستقبله مع الفريق
موسم 2024–25: صمود خارق وسط التخبط
خاض أتلتيكو موسمه الـ122 بتصميم على استعادة مكانته بين الكبار، وشارك في الليغا، كأس الملك، دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية.
حقق رقمًا قياسيًا ب14 انتصارًا متتاليًا في جميع المسابقات حتى يناير 2025، وتجاوز ريال سوسيداد 1–0 لكسر الرقم
. رغم ذلك، خرج من نصف نهائي الكأس بخسارة أمام برشلونة (Aggregate 5‑4)، ثم أخفق في ملعبه بفضيحة خروج ودّي
خسارته ضد باريس سان جيرمان في مونديال الأندية وتصفيته من البطولة، رغم الفوز على Botafogo في آخر جولة
في دوري الأبطال، خسر في دور الـ16 أمام ريال مدريد بركلات الترجيح بعد جدل إلغاء هدف لألفاريز قصة تثري سجله
الشخصي، وتمت مراجعة الهدف رسميًا من UEFA رغم قرار صائب فنياً
الدوري أنهى الفريق في المركز الثالث – خلف برشلونة وريال، بعد سلسلة نتائجه السيئة في الأسابيع الأخيرة – ورغم القوة
الدفاعية، ظهرت مشاكل هجومية وفنية واضحة
انتقالات الصيف وتجديد دماء (2025–26)
صيف 2025 يمثل نقطة تحول: قرر النادي إعادة هيكلة الفريق عبر رحيل ستة لاعبين من عمر الثلاثين فما فوق مثل Witsel،
Azpilicueta وCorrea، واستقدام ستة لاعبين جدد معظمهم شباب موهوبون مثل Thiago Almada، Álex Baena، Ruggeri،
Pubill وHancko — خطوة واضحة نحو خفض متوسط أعمار الفريق وبدء حقبة جديدة تحت شعار الطموح الشبابي
انضم كذلك باينا كلاعب رقم 10، مؤكدًا أن النادي يساعَّد بناء مشروع طويل الأمد نحو المنافسة على الألقاب وليس فقط المركز الثالث.
عناوين قد تهمك:
-
الدوري الإسباني 2025/2026.. أتلتيك بلباو: الولادة الباسكية لهرم كرة القدم الإسبانية
-
الدوري الإسباني 2025/2026.. فياريال: الغواصة الصفراء التي صعدت بلا صوت… حتى أصبحت قائدًا

الملعب والمعقل الجماهيري: Riyadh Air Metropolitano
منذ فتحه عام 2017، أصبح Estadio Metropolitano (المعروف تجاريًا حديثًا باسم Riyadh Air Metropolitano) معقلًا
لـ70,692 متفرجًا، ويعد أحد أحدث الملاعب الأوروبية، رغم كونه رمزًا ثقافيًا للنادي وإحدى نقاط جذب السفراء الشباب
سجل في سبتمبر 2024 حضورًا قياسيًا ضد ريال مدريد (70,112 متفرجًا)، ما يعكس شعبيته المتنامية داخل العاصمة.
الهوية والقيم: شعار المقاومة والعزم
ظل أتلتيكو حاملًا هويته الشعبية رغم إحاطة مالية ضخمة من ريال وريال مدريد. رونقه يكمن في الكفاح الجماعي، الجماهير
التي تطوف العاصمة في كل ديربي، والإيمان بـ”روح الكوماندو” في كل مباراة.
حتى عام 2025، تظل رمزية سيميوني ورسالة النادي واضحة: التميّز لا يُقاس فقط بالمشاريع المالية، بل بالهوية التي تُجلَد عبر الزمن.
نظرة عامة سريعة
| العنصر | التفاصيل |
|---|---|
| التأسيس | 26 أبريل 1903 كنادٍ فرعي لأتلتيك بلباو، تَمّ التأسيس رسمياً كـ Atlético Madrid عام 1946 |
| الإنجازات الكبرى | 11 لقب الليغا، 10 كأس ملك، 3 دوري أوروبي، كأس دوري الأبطال، السوبر الأوروبي، الكؤوس الدولية |
| المدرب الآن | دييغو سيميوني منذ 2011، تمديد عقد حتى 2027، ثاني أطول مدرب خدمة في أوروبا |
| موسم 2024–25 | المركز الثالث في الليغا، خروج من الكأس والأبطال، مع تحديات فنية وتجديد شاق قبل 2025–26 |
| الهوية | مزيج بين التقليد الباسكي والعمل المدني في مدريد، جماهيرية متينة، ملعب عصري رمزي |
| مشروع المستقبل | دمج الشباب والاستثمار في لاعب مثل Álex Baena، هدف واضح: المنافسة على الألقاب الكبيرة |
أتلتيكو مدريد فيلم طويل أُنتج منذ 122 سنة على شاشات مدريد العالمية، بطولات ولاسونسات، دموع وجماهير، وانتظارات. وبينما يقترب موسم 2025–26 من الانطلاق، يحمل الفريق رسائل التجديد والطموح—رسائل الشباب، القوة، والروح التي لا تُكسر.
مهما تخلّت النتائج مؤقتًا، فإن العلامة الحقيقية للنادي تتضح في قيمه الأساسية: العناد التكتيكي، الهوية الشعبية، والحفاظ على الكرامة داخل الملعب وخارجه. هذه هي قصة “Los Colchoneros”… ولا تزال مستمرة.




