إسبانياالدوري السعوديالرئيسية

تيباس: نريد مباريات من الدوري الإسباني في السعودية… والتعاون مع الرياض يتوسع

ديلي سبورت عربي-وكالات

في ظل الصعود المتسارع للدوري السعودي ومحاولات إعادة تشكيل خارطة القوة في كرة القدم العالمية، كشف خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني “لاليغا”، عن نية الرابطة إقامة مباريات رسمية من الدوري الإسباني خارج البلاد، بما في ذلك السعودية.

تيباس: نسعى لإقامة مباريات من الدوري الإسباني في السعودية

وفي حوار خاص مع صحيفة “الشرق الأوسط”، تناول تيباس عدداً من الملفات الجوهرية التي تعكس تحولات المشهد الكروي العالمي، من بينها توازن التنافس الأوروبي، وأثر القوة المالية للدوري الإنجليزي، ومستقبل التعاون بين الليغا والمملكة العربية السعودية في مجالات البث ومكافحة القرصنة.

مواجهة البريميرليغ: المال لا يعني الهيمنة

يرى تيباس أن تفوّق أندية الدوري الإنجليزي اقتصادياً لا يعني تفوقها الفني أو الإداري، مشيراً إلى أن الليغا تحافظ على نموذج اقتصادي متوازن يركز على الاستدامة المالية للأندية، على عكس ما يحدث في إنجلترا.

“لدينا توازن مالي ولا نخسر أموالاً. الإنجليز يصرفون أكثر، لكن عوائدنا ليست أقل. وعندما نلتقي في دوري أبطال أوروبا، تتفوق الأندية الإسبانية كثيراً رغم الفارق الاقتصادي.”

هذا التصريح يعكس فلسفة تيباس التي لطالما دعت إلى الانضباط المالي باعتباره ركيزة أساسية لحماية اللعبة من الانفجار الاقتصادي.

مباراة لاليغا في السعودية؟ الفكرة مطروحة بقوة

في سياق توسيع نطاق جماهيرية الليغا، أشار تيباس إلى رغبة واضحة في إقامة مباريات رسمية خارج إسبانيا، سواء في الولايات المتحدة أو في السعودية.

وأوضح أن هذه الخطوة تحمل أبعاداً تجارية ورياضية، منها التوسع الجماهيري، وزيادة العوائد التجارية، وجذب رعاة جدد.

“نريد احترام جماهيرنا حول العالم. إقامة المباريات في السعودية أو الولايات المتحدة ستعزز الموارد وتفتح أسواقاً جديدة أمام الليغا.”

ورغم أن إقامة المباريات خارج البلاد لا تزال تواجه ممانعة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، إلا أن تيباس يرى أن المبدأ يستحق النقاش.

“إذا رفض يويفا الفكرة، فسيكون ذلك خسارة لجماهيرنا في الخارج، ولتطور كرة القدم كمشروع عالمي.”

تعاون متصاعد مع السعودية في مكافحة القرصنة والنقل التلفزيوني

كشف تيباس عن عمق التعاون مع هيئة الملكية الفكرية السعودية لمكافحة القرصنة الرقمية، موضحاً أن أولى الاتفاقيات بين الطرفين بدأت في ديسمبر 2024، وتواصلت بعدها سلسلة من المحادثات والاجتماعات لتطوير هذا التعاون.

“نجري اجتماعات مستمرة مع الهيئة، ونعمل على حجب محاولات القرصنة. هدفنا حماية الحقوق وبناء نموذج بث مستقر وآمن.”

كما أبدى تيباس إعجابه الكبير بتجربة منصة “ثمانية” التي تبث مباريات الدوري السعودي بأسلوب سردي وتحليلي جديد، مشيراً إلى أن رابطة الليغا تسعى لنقل خبراتها إلى هذه المنصة المحلية ودعمها فنيًا.

“ثمانية منصة مبتكرة ومهمة جداً، وسنعمل معها لتحسين جودة البث وتطوير طرق التغطية.”

هل الدوري السعودي تهديد أم منافس مشروع؟

على خلاف بعض الأصوات الأوروبية التي ترى في صعود الدوري السعودي تهديدًا لاستقرار كرة القدم الأوروبية، اعتبر تيباس أن المشروع السعودي يمثل خطوة طموحة ومشروعة نحو بناء دوري من النخبة العالمية.

“لا أراه تهديداً. هو مشروع رياضي في طور التشكّل، والسعودية تمتلك الطموح لتكون بين الكبار. نحن ندعم ذلك.”

وأضاف أن الوصول إلى مستوى الدوريات الكبرى لا يحتاج بالضرورة إلى تسعة عقود كما حدث في أوروبا، بل يمكن تحقيق النضج خلال 5 إلى 10 سنوات، لا سيما مع استضافة المملكة لكأس العالم 2034.

تحليل: لماذا تمثّل السعودية بوابة جديدة لليغا؟

تُدرك رابطة الليغا أن النمو السريع للدوري السعودي لا يشكل فقط تحديًا تنافسيًا، بل فرصة استراتيجية لتعزيز النفوذ الكروي في أسواق جديدة.

اقرأ أيضًا: من ريتيغي إلى نونيز.. الدوري السعودي يغيِر خريطة كرة القدم العالمية

الدوري الإسباني في السعودية
الدوري الإسباني في السعودية

منصة “ثمانية”، ومبادرات البث الحديثة، وصرامة المملكة في مكافحة القرصنة، تمثل بيئة محفزة لأي شراكة كروية متقدمة.

وفي ظل تصاعد المنافسة على الجماهير العالمية، يبدو أن إقامة مباريات رسمية لليغا في السعودية لم تعد فكرة تجريبية، بل خياراً واقعياً تدرسه الرابطة بجدية.

خلاصة: لاليغا تنفتح على السعودية… بتطلعات ريادية وتجارية

حديث تيباس يعكس واقعاً جديداً في كرة القدم العالمية، حيث لم تعد الملاعب محصورة بالحدود الجغرافية، بل بالقدرة على الوصول للجمهور أينما كان.

السعودية بالنسبة لليغا ليست مجرد سوق ناشئة، بل شريك محتمل في صياغة مستقبل اللعبة تجاريًا وتقنيًا وجماهيريًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى