
ديلي سبورت عربي _ وكالات
في مواجهة حملت طابعًا تكتيكيًا أكثر من جماليًا، انتزع إنتر ميلان فوزًا ثمينًا من أرض الأولمبيكو بهدف نظيف، أعاد به تأكيد قدرته على التعامل مع المواعيد الكبرى ببرود أعصاب محسوب. لم يكن الأداء مثاليًا، لكنه كان كافيًا ليحصد النقاط الثلاث ويواصل بناء الثقة تحت قيادة كريستيان كيفو، الذي بدأ يرسّخ ملامح فريق يعرف متى يُهاجم ومتى يُغلق المساحات.
منذ الدقيقة السادسة، بدا أن إنتر جاء برسالة واضحة: الضربة المبكرة. تمريرة باريلا بينية ذكية اخترقت عمق دفاع روما، لتصل إلى أنجي يوان بوني الذي لم يتردد في وضعها في الشباك. هدفٌ بسيط في شكله، لكنه عميق في رمزيته، فالمهاجم الشاب بات أحد أكثر الوجوه الواعدة في مشروع النيراتزوري الجديد، بعد مساهمته بخمسة أهداف في آخر مباراتين.
بوني.. المفاجأة التي لم تعد مفاجأة
اللاعب القادم من الأكاديمية، والذي وجد نفسه فجأة في أضواء الكالتشيو، يبدو أنه يتعامل مع الضغط كما لو كان جزءًا من التدريب. هدوؤه أمام المرمى يذكّر بأنصاف الأساطير في بداياتهم، وقدرته على التمركز والتحرك بين الخطوط جعلت دفاع روما في حالة تأهب دائم.
في مباراة كان فيها لاوتارو مارتينيز أقل حضورًا، كان بوني هو من صنع الفارق، حرفيًا ورقميًا.

روما بين المبادرة والتشتت
في المقابل، بدا فريق جيان جاسبريني رغم التنظيم المبدئي، فاقدًا للحدة في الثلث الأخير. ديبالا حاول، بيليجريني تحرك، لكن اللمسة الأخيرة كانت مفقودة.
الذئاب امتلكوا الكرة لفترات طويلة، وخلقوا فرصًا من الأطراف ومن الكرات الثابتة، لكنهم اصطدموا بحارس متألق اسمه يان سومير، الذي تصدى بثبات لثلاث فرص محققة، أبرزها تسديدة ديبالا في الدقيقة 49.
قرار جاسبريني بإشراك أرتيم دوفبيك كمهاجم صريح بعد مرور ساعة من اللعب منح الفريق عمقًا هجوميًا أكبر، لكنه لم يغير النتيجة. فحتى حين بدا إنتر مرهقًا في الدقائق الأخيرة، لم يمتلك روما الحدة الكافية للعودة.

مدرب انتر كيفو.. قراءة هادئة تحت الضغط
المدرب الروماني الشاب تعامل بذكاء مع مراحل المباراة. بعد هدف التقدم، أمر الفريق بالتحول إلى كتلة دفاعية منظمة مع الارتداد السريع عبر دومفريس وباريلا، مع الاعتماد على التحولات القصيرة لاستغلال اندفاع روما.
وفي الشوط الثاني، حين ارتفع ضغط الخصم، لجأ كيفو إلى إدارة ذكية للطاقة عبر تبديلات هجومية دفاعية مزدوجة، منحته التوازن المطلوب للحفاظ على التقدم.
ربما لم يكن الأداء لامعًا، لكنه يعكس ما يُعرف في لغة المدربين بـ«النضج التكتيكي» وهو ما يميز الفرق التي تنافس على الألقاب.

قراءة ما بعد النتيجة.. إنتر ميلان في الصدارة
بهذا الفوز، رفع إنتر رصيده إلى 15 نقطة في الصدارة، متقدمًا بفارق الأهداف على نابولي وروما. ومع ذلك، فإن الرسالة الأهم كانت فنية أكثر منها رقمية:
إنتر لا يحتاج دائمًا إلى اللعب الجميل ليكسب. بل يعرف متى يكون صلبًا، ومتى يضرب في الوقت المناسب.
عناوين أخرى تهمك
روما، في المقابل، خرج بأداء لا يخلو من الإيجابيات، لكن السؤال سيبقى: كيف يمكن لجاسبريني تحويل هذا الحجم من الاستحواذ إلى فاعلية هجومية حقيقية؟




