الرئيسيةدوري أبطال أوروبا

أرسنال 4 – 0 أتلتيكو | شلال من الأهداف وغيوكيريش يثبت قيمته

ديلي سبورت عربي – إنجلترا

يتطلّب الأمر عاصفة حقيقية لتجعل دييغو سيميوني (Diego Simeone) يصمت، لكن مساء الأربعاء في ملعب الإمارات (Emirates Stadium)، لم تكن العاصفة من المطر… بل من أهداف أرسنال.

في غضون 13 دقيقة مجنونة، انهار أتلتيكو مدريد أمام طوفان من التنظيم والهجوم المتوحش، لتتحوّل المباراة من توترٍ تكتيكي إلى درسٍ في الانفجار الجماعي.
أربعة أهداف، منها ثلاثة خلال ست دقائق، كافية لإعادة تعريف معنى السيطرة الأوروبية.

الشوط الأول… صمت العاصفة وأرسنال دون هجوم مطلق

لم يكن الشوط الأول أكثر من مقدمات مكتومة.
آرسنال يضغط، لكن بحذرٍ مدروس، وسيميوني، كعادته، يُغلق الممرات كما لو كان يرسم خطوطًا حمراء على خريطة المعركة.
لم يختبر الحارس يان أوبلاك (Jan Oblak) سوى بمحاولات خجولة من بوكايو ساكا (Bukayo Saka)، بينما كاد جوليان ألفاريز (Julián Álvarez) يخطف الصدارة بهجمة مرتدة أصابت القائم وأربكت الحارس ديفيد رايا (David Raya).

لكن مع نهاية الشوط، كانت ملامح الانفجار تلوح في الأفق.
ميكيل أرتيتا (Mikel Arteta) وقف عند الخط الجانبي ملوحًا بيديه كقائد أوركسترا غاضب ينتظر من فرقته نغمة الكمال.
وقد جاءت… بعد الاستراحة مباشرة.

الشوط الثاني… لحظة الاشتعال

بدأ كل شيء في الدقيقة 62.
ديكلان رايس (Declan Rice) نفّذ ركلة حرة مثالية كُتبت عليها كلمة قيادة، فارتقى غابرييل ماغالهاييس (Gabriel Magalhães) برأسه وحوّلها إلى الشباك.
لحظة واحدة فقط، وانقلب كل شيء.

لم يلتقط أتلتيكو أنفاسه بعد، حتى وجّه غابرييل مارتينيلي (Gabriel Martinelli) الضربة الثانية — تسديدة من اللمسة الأولى من الجهة اليسرى، تلك اللقطة التي كان تييري هنري (Thierry Henry) ليبتسم لها بفخر.
ثم جاء الدور على فيكتور جيوكيريش (Viktor Gyökeres) الذي تحوّل من مادةٍ للسخرية إلى نجم الأمسية في ثلاث دقائق فقط.
الأول بمتابعةٍ ذكية، والثاني بلمسةٍ جسدية خادعة بعد ركنية رايس.
من الصيام إلى الانفجار. من الشك إلى التصفيق وقوفًا.

اقرأ أيضاً: فياريال 0-2 مانشستر سيتي | السيتي يحسمها بهدوء

أرسنال

الصلابة قبل الجمال

ربما لم يكن هذا أجمل أداء لآرسنال من حيث “اللعب النظيف”، لكنه بالتأكيد الأكثر نضجًا.
تسع شباك نظيفة في 12 مباراة تُظهر أن الفريق لم يعد يكتفي بالاستعراض، بل تعلم كيف يُغلق النوافذ قبل أن يفتح الأبواب.
رايس يواصل أداء القائد الصامت، أرتيتا يوازن بين الإبداع والانضباط، والمنظومة باتت تمتلك القدرة على خنق الخصم قبل أن تهاجمه.

حتى سيميوني — المقاتل الذي لا يكلّ — وجد نفسه يضع يديه في جيبيه صامتًا.
جماهير آرسنال استدارت نحوه بهتافٍ ساخر:

“دييغو، كم النتيجة؟ دييغو، دييغو، كم النتيجة؟”

تلك اللحظة، أكثر من الأهداف نفسها، لخّصت الفارق بين الماضي والحاضر:
آرسنال لم يعد يبحث عن هوية. لقد وجدها.

رسالة إلى أوروبا

بهذا الفوز، يحقق آرسنال انتصاره الثالث على التوالي في دوري الأبطال، محققًا بداية مثالية تعيد ذكريات العظمة الأوروبية المفقودة.
لكن الرسالة الحقيقية لا تتعلق بالنقاط… بل بالهيبة.
هذا الفريق لا يخاف من الأسماء الكبيرة بعد الآن، ولا يكتفي بالأداء الجمالي؛ إنه يعرف كيف يقتل المباراة عندما يحين الوقت.

أرتيتا قالها بلا كلمات، فقط بنظرة إلى ساعته بعد الهدف الرابع:
الوقت لم ينتهِ… لكنه كافٍ لإخبار الجميع أن آرسنال عاد.

رجل المباراة: فيكتور جيوكيريش

سبع مباريات من الصمت، ثم ثنائية في ليلة واحدة غيّرت السرد بأكمله.
لم تكن أهدافه تحفًا فنية، لكنها كانت بيانًا شخصيًا.
من الآن، لن يُسأل عن قيمته أو جدواه — بل عن عدد أهدافه المقبلة.
والإجابة؟

“الخطوة التالية دائمًا هي الشباك.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى