ليفربول 1-0 ريال مدريد | أنفيلد يستعيد سحره الأوروبي

ديلي سبورت عربي _ وكالات
في ليلة باردة على ملعب أنفيلد، بدا أن كل شيء عاد إلى مكانه الصحيح بالنسبة لليفربول. الأجواء كانت هسترية، المدرجات تهتز بأغاني “You’ll Never Walk Alone”، وتيبو كورتوا مجددًا هو من يقف بين ريال مدريد والهزيمة الثقيلة. ومع ذلك، لم يتمكن الحارس البلجيكي هذه المرة من إنقاذ فريقه من أول خسارة له في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
هدف وحيد برأس أليكسيس ماك أليستر في الدقيقة 61 كان كافيًا ليمنح رجال آرني سلوت فوزًا مستحقًا 1-0، في ليلة حملت مزيجًا من الانتقام الكروي والرسائل التكتيكية العميقة. بالنسبة لجماهير أنفيلد، لم يكن هذا مجرد انتصار، بل لحظة استعادة للهوية.
ليفربول.. أداء جماعي بروح أنفيلد
قد لا تكون بداية ليفربول هذا الموسم قد أوحت بأن الفريق قادر على الصمود أمام أحد أكثر الفرق ثباتًا في أوروبا، لكن مباراة الثلاثاء أظهرت أن روح ليفربول الحقيقية لا تزال موجودة، تنتظر فقط الشرارة المناسبة.
سلوت بدا وكأنه وجد الإيقاع الذي يبحث عنه منذ وصوله إلى ميرسيسايد، إذ قدم فريقه واحدًا من أكثر عروضه اتزانًا منذ بداية الموسم. التنظيم الدفاعي كان محكمًا، الضغط منظمًا، والتمركز في وسط الميدان حرم ريال مدريد من أي سيطرة حقيقية على الكرة.

وفي لحظة منسوجة بعناية، أرسل دومينيك سوبوسلاي كرة حرة مثالية ارتقى لها ماك أليستر ليضعها في الزاوية، في لقطة بدت كأنها استرجاع لذكريات ليفربول القديمة أمام الملوك الإسبان.
ألونسو في مواجهة ماضيه
كانت عودة تشابي ألونسو إلى أنفيلد محمّلة بالعواطف، لكنه تركها بخيبة جديدة. بالنسبة للمدرب الإسباني، الذي يعيش بدايته الكبرى على مقعد ريال مدريد، شكلت هذه المباراة اختبارًا لمستوى نضج مشروعه التكتيكي.
لكن أرقامه في أنفيلد لا تزال قاسية، وصورة لفريق لم يبدُ قادرًا على مجاراة إيقاع مضيفه. اكتفى مدريد بتسديدة واحدة على المرمى، وبمعدل 0.45 هدف متوقع، في مقابل 2.58 لليفربول. أرقام تختصر الفارق في الكثافة والفاعلية بين الطرفين.

حتى نجوم مثل كيليان مبابي وجود بيلينغهام، الذي دخل التاريخ كأصغر لاعب يصل إلى 50 مباراة في دوري الأبطال، بدوا معزولين أمام طاقة الريدز. لا فرص واضحة، لا لحظات سحرية، ولا حتى رد فعل حقيقي بعد الهدف
أرنولد بين الماضي والحاضر
أحد أكثر مشاهد الليلة رمزية كان استقبال الجماهير لترينت ألكسندر-أرنولد، نجمها السابق الذي يرتدي الآن قميص ريال مدريد. كل لمسة له كانت تصاحبها صيحات استهجان حادة، تذكير بأن أنفيلد لا ينسى بسهولة.
لكن خلف تلك الصيحات، كان هناك حزن دفين؛ أرنولد بدا متردداً، بعيداً عن مستواه، وكأن لحظة العودة كانت أثقل مما توقع. لم يتمكن من التعامل مع سرعة جناحي ليفربول، ولم ينجح في فرض تأثيره المعتاد بالكرة.

مؤشرات على انتعاش ليفربول
سلوت خرج من هذه الليلة برؤوس مرفوعة، ليس فقط بسبب النتيجة، بل لأن فريقه أظهر نضجًا تكتيكيًا طال انتظاره.
للمرة الخامسة في تاريخ مواجهات الفريقين في كأس أوروبا ودوري الأبطال، يهزم الريدز ريال مدريد دون أن تهتز شباكه. بعد أسابيع من الشكوك والانتقادات، وجد الريدز توازنهم مجددًا بين الانضباط والديناميكية.
هذا الفوز، بعد الانتصار على أستون فيلا في الدوري، قد يكون نقطة التحول الحقيقية في موسم بدا متعثراً. ومع مواجهة مانشستر سيتي المنتظرة في نهاية الأسبوع، لن يجد ليفربول دفعة معنوية أفضل من تلك التي منحها له أنفيلد أمام مدريد.
عناوين أخرى تهمك
في النهاية الريدز لم يفز فقط على ريال مدريد، بل فاز على الشك، على الخوف، وعلى ذاكرة الموسم الماضي.
أنفيلد استعاد صوته، وماك أليستر أعاد للفريق نغمة الانتصار الأوروبي. بالنسبة لسلوت، كان هذا أكثر من مجرد فوز كان إثباتًا أن مشروعه بدأ يجد طريقه نحو التوازن بين الفكرة والروح.




