ديلي سبورت عربي _ وكالات
إنها ليست مجرد نقطة؛ إنها رسالة قلق صارخة. قلب باريس سان جيرمان حامل اللقب تأخراً صادماً بثلاثة أهداف لهدف أمام ضيفه ستراسبورغ إلى تعادل مثير (3-3) في افتتاح الجولة الثامنة من الدوري الفرنسي، لكن النجاة في “حديقة الأمراء” تركت المدرب لويس إنريكي يقرأ بيانات أكثر إثارة للقلق من تلك التي تبعث على الارتياح.
وفي ختام مواجهة أشبه بلعبة “بينغ بونغ” مفتوحة، حافظ سان جيرمان على صدارته المؤقتة (17 نقطة)، لكن الأداء الدفاعي كان المحور الذي سقطت عليه سهام النقد من المدرب الإسباني.
لويس إنريكي: “من المستحيل أن تكون سعيدًا بعد تلقي ثلاثة أهداف”
في تصريحات ما بعد المباراة، كان إنريكي واضحًا وحاسمًا في تقييمه لـ”كارثة” تلقي الأهداف الثلاثة. لم يكن هناك تجميل للحقائق، بل إقرار مباشر بالقصور.
”لا يوجد مدرب يستمتع عندما يستقبل فريقه ثلاثة أهداف. من المستحيل أن تكون سعيدًا،” قال إنريكي بلهجة لم تخفِ استياءه. وأضاف، مشيراً إلى منهجه القائم على البيانات: “لكني دائمًا أبحث عن طرق لتحسين عملي. أنا محظوظ لأن لدي الكثير من البيانات لتحليلها وسنستفيد منها للمضي قدمًا.”
كانت الإشادة بالمنافس، ستراسبورغ، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إحداث مفاجأة مدوية، لافتة. وصفهم إنريكي بأنهم “أحد أفضل الفرق في الدوري الفرنسي، بناءً على طريقتهم في اللعب والتنظيم الذي أظهروه”.
”بدأنا المباراة بشكل جيد وسيطرنا وسجلنا (عبر برادلي باركولا في الدقيقة 6)، لكننا فقدنا الإيقاع والكثافة بعد الهدف الأول.” وكان هذا التراجع هو تحديداً ما استغله ستراسبورغ، الذي سجل ثلاثية عبر خواكين بانيشيلي (26 و49) ودييجو موريرا (41)، ليجد باريس سان جيرمان نفسه متأخراً 3-1 على أرضه.
الإجهاد والتحديات: المعادلة الأصعب لإنريكي
بعيداً عن الأخطاء التكتيكية والزلات الدفاعية، بدا إنريكي مهتماً بـ”اللغز” الأصعب في هذه المرحلة من الموسم: إدارة الجهد البدني.
في ظل جدول مزدحم يسبق وبعد التوقف الدولي، تتخذ قرارات تبديل وإراحة النجوم أهمية قصوى، وهو ما يضيف طبقة من التعقيد إلى مهمة إنريكي الذي يجب أن يركز على الفوز.
”أحاول إدارة الأمور بأفضل شكل ممكن. نمر بفترة مزدحمة قبل وبعد التوقف الدولي، ولذلك علينا توزيع دقائق اللعب بحذر،” أوضح المدرب الإسباني. “من الصعب التفكير في كل هذه الأمور بينما يجب أن أركز فقط على مباراة واحدة، لكن هذا هو واقعنا.”
قد يفسر هذا التركيز على التدوير دخول سيني مايولو، الذي خطف هدف التعادل القاتل في الدقيقة 79، في حين سجل جونسالو راموش هدف تقليص الفارق من ركلة جزاء (58).
التحذير الأخير: “علينا أن نكون أكثر صلابة”
رغم الانتقادات اللاذعة للأداء الدفاعي، لم يغفل إنريكي الإشارة إلى “الروح القتالية” التي أظهرها فريقه في العودة المتأخرة. لكنه ختم حديثه بتحذير واضح للاعبين، مفاده أن مجرد “النجاة” لن يكون كافياً للدفاع عن اللقب.
”كنت سعيدًا بكيفية عودتنا في النتيجة. روح اللاعبين ودعم الجماهير كانا مفتاح التعادل،” قال إنريكي، لكنه أضاف بصرامة: “لكن علينا أن نكون أكثر صلابة إذا أردنا الدفاع عن اللقب.”
عناوين أخرى تهمك
في نهاية المطاف، باريس سان جيرمان نجا، لكنه لم يطمئن. ثلاث نقاط ضائعة، وثلاثة أهداف مُستقبَلة، ودرس قاسٍ للمدرب إنريكي وفريقه حول هشاشة دفاعهم في وجه منافس لعب “بشجاعة” تامة. ومع اقتراب المراحل الحاسمة، يبدو أن تحسين “الصلابة” الدفاعية سيكون العنوان الأبرز لغرفة ملابس الفريق الباريسي.
