
ديلي سبورت عربي – إنجلترا
في بداية الموسم، لم يتوقع أحد أن يتوّج ليفربول بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة آرني سلوت، لا سيما بعد رحيل الأسطورة يورغن كلوب، مع تزايد الشكوك حول مستقبل محمد صلاح وفشل النادي في تدعيم صفوفه خلال سوق الانتقالات الصيفي الماضي.
تحديات البداية وشكوك المحللين بليفربول
لم يكن السيناريو في صالح ليفربول: مدرب مبتدئ خلفًا لأسطورة، نجم غالاكتيكو متردد حول مستقبله، وانتدابات صيفية محدودة. قليلون، إن وجدوا، منحوا ليفربول فرصة للفوز باللقب في موسم سلوت الأول.
صحيح أن مدربين كبارًا سبقوا وفازوا بالدوري في أول موسم لهم بإنجلترا، أمثال جوزيه مورينيو، كارلو أنشيلوتي، أنطونيو كونتي ومانويل بيليغريني، إلا أن خروج كلوب كان يفترض أن يكون ضربة قوية تصعب تعويضها، ومصير صلاح كان تهديدًا إضافيًا للاستقرار.
ليفربول يتحدى كل التوقعات
ومع ذلك، ومع بقاء أسابيع قليلة على نهاية الموسم، احتفل ليفربول بلقبه العشرين في الدوري الإنجليزي الممتاز – معادلًا رقم مانشستر يونايتد – لأول مرة أمام جماهير أنفيلد، بعد أن حُسم اللقب الأول عام 2020 خلف أبواب مغلقة بسبب الجائحة.
ليفربول، خلافًا لكلمات نشيده الشهير، “لم يمشِ وحيدًا”، بل كان متصدرًا بلا منازع لعدة أشهر، رغم محاولات التقليل من إنجازه باعتباره “محظوظًا” في موسم يوصف بالضعف.
لكن الأرقام تكذب ذلك: لم يخسر الفريق أي مباراة في الدوري طوال قرابة سبعة أشهر بين هزيمتيه أمام نوتنغهام فورست وفولهام. بل حقق 15 انتصارًا في 16 مباراة متتالية، في سلسلة لا تقل قسوة عن أي سلسلة انتصارات في عهد كلوب.
حتى الآن، لا يزال بمقدور ليفربول تحطيم الفارق القياسي الذي حققه مانشستر سيتي بفارق 19 نقطة موسم 2018، مما يؤكد أن الإنجاز لم يكن وليد الحظ.
مشهد المنافسة والظروف العامة
صحيح أن الدوري الإنجليزي هذا الموسم شهد بعض الانهيارات، مثل انهيار سيتي المفاجئ وسط الموسم، إلا أن المنافسة لم تكن ضعيفة تمامًا. فقد بلغ أرسنال نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد سحقه لريال مدريد، وعاد نيوكاسل إلى الواجهة، بينما فاجأ نوتنغهام فورست الجميع، وواصل أستون فيلا تطوره، رغم تذبذب مستوى تشيلسي واختفاء مانشستر يونايتد وتوتنهام.
لحظات حاسمة في رحلة التتويج
على الرغم من ندرة العروض الساحرة، حقق ليفربول انتصارات مؤثرة، مثل سحقه لمانشستر يونايتد في أولد ترافورد، وفوزه الساحق على توتنهام ووست هام خارج الديار، بالإضافة إلى تحقيق فوزين مهمين على مانشستر سيتي.
بعد الانتصار على السيتي في ملعب الاتحاد – وهو إنجاز لم يحققه كلوب في الدوري – قال صلاح: “أنا وكبار الفريق نحتاج إلى لقب آخر.” وقد أوفى الفريق بالوعد.
نافذة انتقالات متعثرة تتحول لنعمة
لم يتمكن ليفربول من تدعيم صفوفه بشكل قوي الصيف الماضي، واكتفى بالتعاقد مع فيديريكو كييزا. كما فشل في التعاقد مع مارتن زوبيميندي لتعزيز وسط الميدان، ما اضطر سلوت للاعتماد على ريان خرافنبيرخ كلاعب ارتكاز، والذي تحوّل إلى أحد أفضل لاعبي الدوري في النصف الأول من الموسم.
اقرأ أيضاً: الحقيقة وراء فيديو داروين نونيز ومحمد صلاح: إثارة للجدل أم سوء فهم؟

صلاح.. من الثورة إلى القمة مجددًا
أنهى محمد صلاح الموسم الماضي في حالة تمرّد علني ضد كلوب، بعدما أظهر غضبه خلال إحدى المباريات ضد وست هام. ومع ذلك، وبرغم التكهنات حول انتقاله إلى الدوري السعودي، حافظ صلاح على تركيزه وقدّم واحدًا من أفضل مواسمه، متصدرًا ترتيب الهدافين وصانعي الأهداف.
اختار صلاح البقاء، مفضلاً أسلوب سلوت الإداري الهادئ على شخصية كلوب المتوهجة، ووقع عقدًا جديدًا لمدة عامين، مما عزز استقرار الفريق وأمل تكرار إنجاز التتويج بلقبين متتاليين لأول مرة منذ أكثر من أربعين عامًا.
ثوابت الدفاع وعقلانية سلوت
ما يزال أليسون بيكر حارسًا عالميًا، كما استعاد القائد فيرجيل فان دايك مستواه المهيب، فيما شكّل إبراهيما كوناتي صخرة دفاعية بجانبه. رغم اقتراب ترينت ألكسندر-أرنولد من الانتقال إلى ريال مدريد وتراجع مستوى أندي روبرتسون، ظلت بعض ركائز عصر كلوب قائمة.
اعتمد سلوت فلسفة “إذا لم يكن مكسورًا، فلا تصلحه”، محافظًا على جوهر الفريق دون محاولة فرض تغيير لمجرد إظهار بصمته.
تغير في صورة ليفربول
رغم أن ليفربول قد لا يكون البطل الأكثر شعبية بسبب ما يعتبره البعض تعاليًا من جماهيره، إلا أن الفريق أصبح أكثر قبولًا تحت قيادة سلوت، مقارنة بفترة كلوب ومساعده بيب ليندرز، اللذين كانا موضع عداء في أوساط المدر…




