إسبانياالرئيسية

ألونسو يُجمّد إندريك.. صفر دقائق تُثير قلق ريال مدريد

ديلي سبورت عربي _ وكالات

حين دفع ريال مدريد 60 مليون يورو لضم إندريك فيليبي من بالميراس، لم تكن مجرد صفقة؛ كانت إعلانًا عن رهان جريء على المستقبل. صبي لم يبلغ الثامنة عشرة، وُصِف بـ”بيليه الجديد”، حاملاً على كتفيه منذ يومه الأول في أوروبا عبء المقارنات أكثر من عبء المنافسين.

​لكن بعد أشهر من وصوله إلى العاصمة الإسبانية، أصبح السؤال الأكثر إلحاحًا بين ممرات فالديبيباس: أين اختفى إندريك؟

منبوذ ريال مدريد.. اندريك يعاني في البرنابيو ​

تحت قيادة كارلو أنشيلوتي الموسم الماضي، كانت البداية متواضعة لكنها مشجعة: 37 مباراة و7 أهداف. ومع ذلك، وصول تشابي ألونسو هذا الصيف غيّر كل شيء. إندريك لم يلعب دقيقة واحدة حتى الآن. خمس مرات ضمن قائمة المباريات، وصفر دقائق لعب.

ريال مدريد
إندريك الحلقة الأضعف في كتيبة تشابي ألونسو

تشابي ألونسو لا يتردد… لكنه ينتقي المواهب بعناية فائقة

​الأمر ليس متعلقًا بالإصابات فقط، بل يتعلق بفلسفة ألونسو الصارمة. يبدو أن المدرب الإسباني يرى أن خططه تتطلب نضجًا تكتيكيًا واندماجًا جماعيًا أكبر مما يمتلكه المهاجم البرازيلي حاليً. ​المفارقة تكمن في أن ألونسو ليس مدربًا يخشى إشراك الشباب. لقد منح أردا غولر (2005) و الوافد الجديد ماستانتوونو (2007) فرصًا حقيقية لإثبات الذات في بداية الموسم.

إندريك

​لكن في حالة إندريك، المشكلة أعقد؟ إنه محاصر في غرفة ملأى بالنجوم. تواجد مبابي، فينيسيوس، بيلينغهام، ورودريغو لا يترك أي مجال للخطأ، أو حتى “فترة ترويض” طويلة لأي شاب. ولأن ريال مدريد منظومة لا ترحم وتطمح للفوز بكل شيء، أصبح إندريك ضحية طموح لا ينتظر. إنه يواجه أزمة حقيقية بين موهبته الفطرية وحاجة الفريق الماسة إلى الاستقرار التكتيكي والنضج الفوري.

​ريال مدريد يتجه نحو الإعارة بدلاً من التجميد

​وفق مصادر مقربة من النادي تحدثت لـ “ذا أتلتيك”، فإن ريال مدريد يتجه نحو حل عملي: الإعارة في يناير. النية ليست التخلي عن اللاعب أو التشكيك في موهبته، بل إنها خطة لإعادة بنائه نفسيًا وبدنيًا في بيئة أقل ضغطًا.

​المحادثات الأولية ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة بمشاركة اللاعب ووكيله والنادي. الهدف واضح: إيجاد نادٍ يضمن له دقائق لعب منتظمة، ليواصل تطوره استعدادًا لـمونديال 2026، حيث لا يزال يتمتع بثقة أنشيلوتي، مدرب المنتخب البرازيلي المستقبلي.

عناوين أخرى تهمك 

يوفنتوس يعود إلى الواجهة 

​الحديث عن الإعارة يعيدنا إلى الصيف الماضي، حين كان يوفنتوس أول نادٍ استفسر بجدية عن إمكانية ضم إندريك. وقتها، رفض الريال الفكرة لرغبته في إبقاء اللاعب تحت مراقبته.

​لكن مع تغيّر المشهد، يصبح سيناريو تورينو مثاليًا للجميع في يناير: ريال مدريد يضمن تطور لاعبه في دوري تنافسي (الكالتشيو) بدلاً من تجميده على مقاعد البدلاء.

​يوفنتوس قد يحصل على موهبة هجومية نادرة دون التزام مالي طويل الأمد، خاصة مع الحديث المستمر عن رحيل محتمل لدوشان فلاهوفيتش في حال وصول عرض كبير.

​في تورينو، يمكن لإندريك أن يجد المساحة والنضج التكتيكي الذي يفتقده في “جلاكتيكوس” مدريد.

أزمة ثقة ونضج في زمن الأضواء السريعة

​قضية إندريك تتجاوز الأرقام. إنها تعكس تحديات جيل جديد من النجوم نشأ في بيئة رقمية وصعد سريعًا تحت الأضواء. إنه الآن يواجه واقعًا أكثر قسوة من الإعجابات والمنشورات.

​في البرنابيو، الموهبة وحدها لم تكفِ يومًا. من فينيسيوس إلى رودريغو، مرّ الجميع بفترة “ترويض تكتيكي” قاسية قبل أن يتمكنوا من تثبيت مكانهم. إندريك يعيش هذه المرحلة الآن: صراع بين الرغبة الحارقة في اللعب والحاجة الملحة إلى التعلم التكتيكي والنفسي.

إندريك
هل ينجح إندريك في تجاوز أزمته. والخروج من ظلام البرنابيو؟

​في مكاتب فالديبيباس، الهدوء يسود، ولا نية للبيع. لكن هناك إدراك متزايد أن الموهبة البرازيلية بحاجة إلى هواء جديد. سواء كانت الوجهة تورينو أو غيرها، فإن الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان إندريك سيصبح النجم العالمي الذي راهن عليه المرينغي، أم مجرد قصة موهبة ضائعة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى