ديلي سبورت عربي – إسبانيا
نجح تشابي ألونسو في وقتٍ قصير بإعادة تعريف هوية ريال مدريد، ليس فقط من حيث النتائج، بل من حيث الطريقة التي يفهم بها اللاعبون كرة القدم ويقدّمون أنفسهم جماعيًا داخل الملعب.
منذ اللحظة الأولى، أعلن ألونسو أن هدفه هو إشعال المشاعر داخل المدرجات، وجعل الجمهور فخورًا بطريقة لعب فريقه. واليوم، بعد عدد قليل من المباريات، بات واضحًا أن المشروع يتقدم بسرعة مدهشة.
كرة هجومية ذات هوية وذكاء جماعي لريال مدريد
ما يميز ريال مدريد ألونسو ليس فقط مرونة التشكيل، بل فهم اللاعبين العميق لمهامهم، وقدرتهم على تغيير الأدوار بسلاسة. أوريلين تشواميني، القلب النابض في خط الوسط، لخص الأمر بقوله: “نحن نفهم ما يريده المدرب وننفذه دون تردد، هذا بفضل ذكاء المجموعة.”
ألونسو لا يفرض نظامًا جامدًا، بل ينقل هوية متكاملة تمتزج فيها التكتيكات بالحرية الإبداعية والانضباط بالمرونة. كل تحرك له هدف، وكل تمريرة تخدم فكرة جماعية، حتى دون الحاجة إلى تواصل لفظي بين اللاعبين.
اقرأ أيضاً: مانشستر يونايتد يسعى لضم كالفرت-لوين في صفقة انتقال حر
مرونة تكتيكية مبهرة… ودرس ضد دورتموند
في مواجهة بروسيا دورتموند، استعرض تشابي درسًا تكتيكيًا جديدًا: بالكرة لعب الفريق بطريقة 4-2-3-1، وبدونها تحوّل إلى دفاع بخمسة لاعبين.
أشرك ترينت بجانب روديغر وهويسن، بينما تراجع فالفيردي لمساندة الجهة اليمنى وإيقاف خطورة أدييمي، وهو ما أدى إلى شلّ هجوم الفريق الألماني تمامًا حتى الدقيقة 60 دون تسديدة واحدة على المرمى.
هذه القدرة على التحول اللحظي في الرسم التكتيكي، دون أن يفقد الفريق توازنه، تعكس جودة التدريب والثقة الكبيرة التي بثها ألونسو في عناصره.
فلسفة ألونسو: احتلال المساحات دون التقيّد بالمراكز
المدرب الإسباني يؤمن بضرورة احتلال كل المساحات داخل الملعب، ولكن دون إلزام لاعب بعينه بتكرار نفس الدور. الجميع يتحرك والجميع بادر. وهذا يخلق تنوعًا وتبادل أدوار يصعب التنبؤ به من قبل الخصوم، ويزيد من فاعلية الهجوم الأبيض.
الإيمان قبل الرسم التكتيكي
تشابي أحدث ثورة في التشكيل، و غرس روحًا جديدة في غرفة الملابس. نجح في ربط اللاعبين بفكرة مشتركة، وبمشروع يتجاوز الأسماء والتاريخ. ولذلك، فإن الإيمان الجماعي أصبح حجر الأساس الجديد للفريق.
وكما تختم ماركا: “عندما يؤمن اللاعبون، ويتوحدون خلف فكرة واحدة، يتحول أي رسم تكتيكي إلى تفصيل بسيط… وتصبح الروح قوة لا يمكن إيقافها. تلك هي القوة التي كان ألونسو يبحث عنها منذ يومه الأول في البيرنابيو.”
