
ديلي سبورت عربي _ وكالات
في الوقت الذي بدأت فيه المنتخبات الكبرى ملامح تشكيلاتها تقترب من الثبات قبل عامٍ واحد فقط من كأس العالم، يبدو أن توماس توخيل، المدير الفني لمنتخب إنجلترا، يسلك طريقًا مختلفًا طريقًا يقوم على الاستحقاق اللحظي والتطور المستمر.
المدرب الألماني، الذي يقود مشروعًا طموحًا لبناء “جيل إنجليزي جديد”، شدد بعد الفوز على ويلز (2-0) في استاد ويمبلي على أن الباب ما زال مفتوحًا أمام أي لاعب يتمتع بجودة وشخصية استثنائية، وأن عملية الاختيار “تسير خطوة بخطوة”.
توماس توخيل يرفع راية التحدي
في الوقت الحالي، التركيز ينصب على اللاعبين الموجودين معنا، فهم يستحقون ذلك، قال توخيل بعد المباراة. لكن الترشيح ليس نهائيًا أبدًا الجودة والشخصية تصنعان الفارق دائمًا.
هذه الفلسفة، المبنية على مبدأ (حكم الجدارة)، هي بالضبط ما يميز توخيل؛ فبدلاً من الارتكاز على أسماء تاريخية أو نجومية فردية، يدفع المدرب نحو تشكيلة متجددة. ورغم الغيابات المؤثرة التي طالت القائد هاري كين، والظهير ريس جيمس، والجناح نوني مادويكي، إلى جانب استبعاد أسماء لامعة مثل جود بيلينغهام وفيل فودن لأسباب فنية، فإن الأداء أمام ويلز كان منضبطًا ومقنعًا استمرارًا لسلسلة من ثمانية انتصارات متتالية تحت قيادة توخيل.

الاستقرار الظاهري خلفه منافسة شرسة
اختار توخيل الاحتفاظ بمعظم العناصر التي شاركت في معسكري صربيا وأندورا الشهر الماضي ضمن المجموعة 11 من التصفيات، معتبرًا أن الاستمرارية هي أساس الانسجام. ورغم إجراء أربعة تغييرات على التشكيلة الأساسية أمام ويلز، فإن المنظومة ظلت متماسكة مؤشر على أن أفكار المدرب بدأت تترسخ داخل المجموعة.
لكن خلف هذا الاستقرار الظاهري، يدور نقاش داخل أروقة الاتحاد الإنجليزي حول الهوية المستقبلية للفريق، وما إذا كان الجيل الجديد بقيادة بيلينغهام وفودن سيعود ليقود المشروع في الأشهر المقبلة. إنها معضلة بناء فريق متجانس مقابل دمج أفضل المواهب الفردية في العالم.
رسالة من رايس: “المنتخب ما زال غير مكتمل”
بعد اللقاء، تحدث ديكلان رايس بصراحة، مؤكدًا أن المنتخب “ما زال غير مكتمل”.
من الواضح أننا نفتقد بيلينغهام، فودن، وكول بالمر. هؤلاء جزء من الفريق، وما فعلوه بقميص إنجلترا أمر مذهل. نريد دمج الجميع مجددًا قبل كأس العالم.
تصريحات رايس، التي تعكس دورًا قياديًا جديدًا يتجاوز الملعب، إلى جانب فلسفة توخيل الهادئة، ترسم ملامح مشروع طويل الأمد: منتخب يُبنى على المنافسة لا على الأسماء، وعلى الانسجام لا على النجومية الفردية.

الطريق وليس الوجهة
بالنسبة لتوخيل، لا يتعلق الأمر بوضع قائمة نهائية في أكتوبر، بل بتكوين فريق متوازن ذهنياً وبدنياً قادر على التعامل مع ضغط البطولات الكبرى.
نحن في أكتوبر فقط. نسير خطوة بخطوة، ونراقب كيف يتطور كل لاعب داخل وخارج المعسكر.
توخيل يرفض أن يقدم “بطاقات ضمان” لأي لاعب، بغض النظر عن اسمه أو ناديه. ومع بقاء أقل من عام على انطلاق المونديال، يتعامل المدرب الألماني مع كل معسكر على أنه مرحلة ترشيح جديدة، في محاولة لتحديد من يمكنه أن يشكل العمود الفقري للمنتخب في الصيف المقبل.
عناوين أخرى تهمك
في إنجلترا الجديدة التي يبنيها توخيل، لا توجد ضمانات لأحد. فقط الأداء والالتزام يمنحان فرصة التواجد تحت أضواء ويمبلي. إنها استراتيجية قد تكون محفوفة بالمخاطر، لكنها تضمن أن يكون اللاعبون الذين سيصلون إلى المونديال هم الأكثر جدارة في تلك اللحظة الحاسمة.




