الرئيسيةرياضات أخرى

إيمان خليف تطعن في اختبار تحديد الجنس

ديلي سبورت عربي-وكالات

في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في رياضة الملاكمة النسائية، تقدّمت الجزائرية إيمان خليف بطعن رسمي أمام محكمة التحكيم الرياضية (CAS) ضد قرار الاتحاد العالمي للملاكمة (IBA)، القاضي بمنعها من المشاركة في بطولاته ما لم تخضع لاختبار تحديد الجنس.

إيمان خليف في مواجهة مفتوحة مع اتحاد الملاكمة: صراع يتجاوز الحلبة

القرار، الذي أثار موجة واسعة من الجدل، يعيد إلى الواجهة معضلة التوازن بين العدالة التنافسية والحقوق الفردية للرياضيين، في وقت تحاول فيه اللجنة الأولمبية الدولية الحفاظ على نهج أكثر شمولاً وتوازنًا.

تفاصيل الطعن: خليف تسعى لحماية حقها في المنافسة

قالت محكمة التحكيم الرياضية، في بيان رسمي، إن خليف قدمت استئنافًا تطالب فيه بإلغاء قرار الاتحاد والسماح لها بالمنافسة في بطولة العالم للملاكمة 2025 دون الخضوع لاختبار تحديد الجنس.

لكن المحكمة رفضت طلبها بتعليق القرار مؤقتًا أثناء النظر في الطعن، ما يعني استمرار استبعادها من أي منافسات تنظمها الهيئة الدولية لحين صدور الحكم النهائي.

الخلفية: استبعاد مزدوج في 2023 ثم العودة القوية في باريس

كيف بدأت القصة؟

في عام 2023، تم استبعاد كل من إيمان خليف ولين يو-تينغ (تايوان) من بطولة العالم للملاكمة بعد أن ادعى الاتحاد الدولي أن “الاختبارات قضت بعدم أهليتهما”.

لكن ما بدا كقرار نهائي، تغيّر تمامًا مع تدخل اللجنة الأولمبية الدولية، التي منحت كلتا الملاكمتين الضوء الأخضر للمشاركة في ألعاب باريس 2024، حيث أبهرتا الجميع وأحرزتا ميداليتين ذهبيتين في وزنيهما، ما أعاد الجدل إلى الواجهة.

الخصوصية على المحك: اعتذار رسمي من رئيس الاتحاد

في تطور لاحق، اضطر رئيس الاتحاد العالمي للملاكمة، أومار فان دير فورست، إلى تقديم اعتذار علني بعد ذكر اسم خليف في إعلان رسمي حول خطط لإجراء اختبار إلزامي لتحديد الجنس.

وقال فورست إن ذكر الاسم علنًا كان “خطأً”، وإنه “كان يجب حماية خصوصية الملاكمة الجزائرية”، ما يشير إلى وجود تقصير إداري وأخلاقي في التعامل مع الملف.

الآثار النفسية والرياضية: خليف تتوقف عن اللعب بعد باريس

منذ فوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، لم تشارك خليف في أي منافسة رسمية.

وكان من المتوقع أن تشارك في بطولة ينظمها الاتحاد العالمي في هولندا خلال يونيو الماضي، لكنها انسحبت طواعية بعد الإعلان عن نية الاتحاد فرض اختبارات تحديد الجنس على جميع المشاركين.

هذه الفترة من الغياب، وإن كانت قصيرة، قد تؤثر على الاستعدادات الأولمبية طويلة المدى، لا سيما أن خليف أعلنت في مارس أنها تسعى للدفاع عن لقبها في لوس أنجليس 2028.

التحليل: هل تتحول قضية إيمان خليف إلى سابقة قانونية؟

قضية خليف تسلط الضوء على التوتر المتصاعد بين الاتحادات الرياضية الدولية التي تتبنى اختبارات صارمة لتحديد الجنس، واللجنة الأولمبية الدولية التي تتبنى نهجًا أكثر مرونة.

وفي ظل تصاعد الأصوات الحقوقية والنسوية، فإن قرار محكمة التحكيم الرياضية المرتقب قد يشكل سابقة قانونية تنعكس على جميع الرياضات الأولمبية.

اقرأ أيضًا: 

نجمة الجمباز الأمريكية تحصد الميدالية الذهبية الثالثة في أولمبياد باريس

إلزامية اختبارات الجنس في الرياضة بعد جدل أولمبياد باريس

اللجنة الأولمبية الدولية تصدر تصحيحا بعد أزمة إيمان خليف

إيمان خليف
إيمان خليف

من جهة أخرى، يبدو أن إيمان خليف لا تقاتل فقط من أجل حقها في الحلبة، بل من أجل شرعية حضورها كامرأة رياضية في نظام رياضي لا يزال يعاني من إشكاليات التعريف البيولوجي والهوية الجندرية.

الختام: ما الذي ينتظر إيمان خليف؟

جلسة البت في الطعن لم تُعلن تفاصيلها بعد.

استمرار إيمان في التدريب رغم الإبعاد يشير إلى إصرار رياضية لم تقبل التهميش.

موقف اللجنة الأولمبية قد يمنحها دعماً إضافيًا في معركتها القانونية.

المعركة لا تزال في بدايتها، وقد تمتد لسنوات، لكن المؤكد أن اسم إيمان خليف أصبح جزءًا من النقاش العالمي حول العدالة، الهوية، وحقوق الرياضيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى